أخبار
وكالة أنباء الإمارات – مشاركون بـ” مؤتمر الأرشيف الوطني” : نشاط الترجمة في الإمارات يؤكد غنى تنوعها الثقافي – اخبار الامارات ENN
ابوظبي في 30 يونيو / وام / واصل الأرشيف الوطني لليوم الثاني علىالتوالي أعمال مؤتمره الافتراضي “الترجمة في العصر الرقمي بين التقنياتالحديثة وتحديات النص التاريخي” والذي انطلقت فعالياته أمس .
و قال المشاركون إن ثراء المؤتمر بالجلسات التي تبحث القضاياوالتحديات التي تكتنف الترجمة سيمهد الطريق إلى مزيد من التطوروالارتقاء بالترجمة في عصرنا الراهن، والذي نحرص فيه على التواصل البناءوالمثمر مع العالم.
وكشفت أوراق البحث التي تمت مناقشتها أمس و اليوم أن الترجمة فعلإبداعي يتطلب مجموعة من الشروط والثقافة الواسعة، ونشاط الترجمة في دولةالإمارات وغناها يؤكد غنى التنوع الثقافي في الدولة.
و برهن المشاركون في أوراقهم البحثية على أن الترجمة تعتبر نافذةفكرية ومدخلا حضاريا على فكر العالم يضمن للهوية الإماراتية مزيدا منالتواصل مع الآخر وأن الاهتمام بها هو اهتمام بأحد الروافد الأساسيةللثقافة مع اتساع مجالات الاتصال بين الشعوب، فمع تحول العالم إلى قريةكونية صغيرة، أضحت الترجمة أمرا حتميا.
وتتابعت أوراق البحث التي قدمها كبار الأساتذة والمختصين من كبرياتجامعات العالم فقد بدأت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عبد اللهالعمري من الأرشيف الوطني صباح اليوم الثاني من المؤتمر تحت عنوان:“الإشكاليات اللغوية والثقافية في الترجمة التحريرية والشفوية” و تحدثفيها البروفيسور مايكل كوبرسون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية عن مقاربةقائمة “جزئيا على متون نصية لمطابقة السجلات اللغوية” ونوه إلى أن معظمالترجمات من العربية تعتمد اللغة الإنجليزية القياسية كلغة مستهدفة،وأشار إلى ترجمته الأخيرة لمقامات الحريري و التي تبنى فيها مقاربةمختلفة انسجمت مع اهتمام الحريري بتنوع اللغة وقابليتها للتغيير.
وفي ورقته “سياسات وممارسات الترجمة في العصر الرقمي: وسائط وطرائقجديدة للتسليم وإمكانية الوصول”، قال الدكتور محمد جمال خبير دراساتالترجمة في سيدني: ” ارتبطت الترجمة الحديثة في العالم العربي بالتنميةوالتطوير على مدى مائتي عام مضت .
وركز جمال على العشرين عاما الماضية منذ التقرير الصادر عن الأممالمتحدة عام 2002 و الذي سلط الضوء على مشهد الترجمة مؤكدا أن الترجمةالمرئية والمسموعة حقيقة جديدة في ميدان الترجمة بعد جائحة كوفيد19.
وتحدث البروفيسور إيفان ويليمز من جامعة البريمي في سلطنة عمان، فيورقة “تأصيل الأسلوب والمعنى في ترجمة كتاب “قصر الحصن” من الإنجليزيةإلى الإسباني” عن تجربة هذا الكتاب الصادر عن الأرشيف الوطني الإماراتيموضحا أنه يجب على المترجم أن يأخذ بالاعتبار الاختلافات في الدلالةوقيمة الكلمات والعبارات والجمل، والعامل مع قضايا الغموض والتناقض فيبعض ما يرد في النصوص المراد ترجمتها.
و في ورقتها البحثية “الترجمة العربية – الكورية: حاضر ومستقبل” قالتالدكتورة نبيلة يون أون كيونغ: ” تعد الترجمة من أهم وسائل التبادلالثقافي والحضاري بين الشعوب، وأهم جسر للتواصل بين اللغات والثقافاتالمتعددة، ولذلك لا يمكن للترجمة أن تتم بأي حال من الأحوال دون فهمعميق للثقافة في اللغة المصدر، ونقلها بما يناسب فهم القارئ لها فياللغة الهدف”.
و تحت عنوان: “السيميوسفير .. باعتباره تاريخا للتأويلات: مصطلحاتالوثائق نموذجا” قالت البروفيسورة راحيليا جيبولايفا من جامعة باكو فيأذربيجان إن الحرف الساكن هو وحدة دلالية ذات مغزى لناقلات لغات الشرقالأوسط، وهذا هو السبب في أن تفسيرات الكلمة من النص الدقيق لها إصداراتمتعددة، وللحروف الساكنة معنى بالنسبة إلى السيميائية الأولية إذا كانتعلى دراية بتاريخ الأبجديات.
وبدأت الجلسة الثانية تحت عنوان “معضلات الترجمة: النصوص والوثائقالقديمة نموذجا” و التي أدارها الدكتور خليل الشيخ من مركز اللغةالعربية – أبوظبي، بورقة بحثية بعنوان: “إشكالية ترجمة التراث الغنائي:أشعار طاغور نموذجا” للشاعر والمترجم والمؤرخ الإماراتي الدكتور شهابغانم وقال فيها إن الشعر الموزون يمكن أن يكون شعرا موزونا ينقل المعنىالأصلي للقصيدة كما يمكن أن يكون نثرا بلغة شاعرية ينقل المعنى الأصلي..
وتحدث عن بعض تجاربه الشخصية لأشعار الشاعر الهندي رابندرانات طاغور.
وفي ورقته البحثية “سبر أغوار الشفاهية المترسبة في ترجمة التقاليدالخطابية غير المتوافقة” تحدث البروفيسور وليد بن بليهش العمري من جامعةطيبة السعودية عن تكنولوجيا الكلمة وإدراك تشعباتها التواصلية الواسعةالنطاق.
و سعى الدكتور طارق عبدالله فخرالدين رئيس جمعية المترجمين فيالكويت في ورقته البحثية “ترجمة النص التاريخي بأبعاده الثلاثة” إلىبلورة مقاربة أكاديمية وعملية للترجمة المترابطة بين اللغتين العربيةوالإنجليزية لدى تناول نصوص تاريخية تتعلق بمنطقة الخليج العربي.
و أشار البروفيسور يحيى عبد التواب من معهد المسرح في الكويت، فيورقته “الترجمة من اللغة الروسية: ترجمة الوثائق التاريخية الروسيةالقديمة” إلى أن الوثائق التاريخية الروسية القديمة تحظى باهتمام كبيرفي روسيا، مثلما تفعل الدول المتقدمة الأخرى لكن ترجمتها إلى لغات أخرىهو شأن يتعلق بأصحاب هذه اللغات.
و في ورقته “الأدب العربي القديم بين التحقيق والترجمة” ناقشالبروفيسور أيمن بكر من جامعة الخليج للعلوم و التكنولوجيا في الكويت-أهمية تحقيق التراث الأدبي العربي الشفوي وترجمته مؤكدا أن كليهما فعلمعقد وغير حيادي.
و استعرضت الجلسة الثالثة في ثاني أيام المؤتمر، والتي جاءت بعنوان“الترجمة بين التاريخ والهوية”، وأدارتها سمية الهاشمي من الأرشيفالوطني – عددا من الأوراق البحثية أهمها ورقة «القضايا الثقافية ذاتالصلة بترجمة الوثائق البرتغالية عن الخليج في القرنين السادس عشروالسابع عشر» للدكتور أدريان دي مان من قسم التاريخ والسياحة بجامعةالإمارات العربية المتحدة وتحدث فيها عن تجربته في نشر بعض الرسائلالمختارة حول التجارة والمسائل المالية إلى أو من المسؤولين البرتغاليينفي هرمز وأشار إلى أن اللغة البرتغالية تطورت في القرون الأربعة والنصفالماضية مع الظروف الثقافية للزمان والمكان.
و تطرقت البروفيسورة رجاء اللحياني من قسم اللغات والآداب بجامعةالإمارات العربية المتحدة في ورقتها “رحلة المصطلحات العربية المهاجرةعبر الترجمة: دراسة مقارنة” إلى التعبيرات الاصطلاحية مؤكدة أنها أجزاءتقليدية من الكلام غامضة لغويا ومثبتة هيكليا.
و ناقش البروفيسور يحيى محمد محمود من جامعة الإمارات العربيةالمتحدة، في ورقته “الترجمات المنحازة للوثائق التاريخية البريطانية ”الترجمات التي ظهرت في نهاية ستينيات القرن الماضي في بعض البلدانالعربية، وأهم تلك الترجمات ترجمة الأوراق البرلمانية التي قدمتهاالحكومة البريطانية للبرلمان البريطاني حول دول الخليج العربي.
واستعرض البروفيسور خالد عمران الزوام من جامعة اليكانتي الإسبانيةالتعابير والتراكيب اللغوية العربية بين التراث والحاضر وإشكاليةترجمتها إلى اللغة الإسبانية: تعريفها ومصادرها ونماذج تطبيقها، فيماتوقف البروفيسور العربي الحضراوي من جامعة محمد الخامس المغربية عنخصوصية تدريس الترجمة الأدبية بين شروط النص وشروط اللغة.
و جاءت آخر جلسات اليوم الثاني من المؤتمر تحت عنوان: “الترجمة وآفاقالتوقع” وأدارتها الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث بالأرشيف الوطنيوبدأت هذه الجلسة بورقة بحثية قدمتها البروفيسورة فورجت شاتيريرازامبوكو من جامعة السوربون أبوظبي ناقشت فيها سبل سد الفجوات الجغرافيةواللغوية للوصول إلى المحفوظات الأرشيفية من خلال الترجمة الرقمية،وناقش الدكتور عاطف عباس عبد الحميد أحمد استشاري التحول الرقمي والذكاءالاصطناعي “تحديات ترجمة مصطلحات التقنية الحديثة: دراسة حالة مجال علمالحاسوب”.
وآخر الأوراق البحثية لليوم الثاني من أيام مؤتمر “الترجمة في العصرالرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي” قدمها الشاعروالإعلامي محمود شرف رئيس مهرجان طنطا الدولي للشعر، وكانت بعنوان:“الترجمة وحوار الحضارات في الألفية الجديدة”.
ولاقت جلسات المؤتمر الأربع و أوراقه البحثية في ثاني أيامه تفاعلاكبيرا الجمهور.